ما هي الأحرف السبعة والقراءات السبعة في القرآن الكريم وما الفرق بينهما؟
الفرق بين الأحرف السبعة
و
القراءات السبع
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد سنتناول بمشئية الله في هذا المقال مسألة من المسائل الهامة والتي يبحث عنها الكثير من الناس، وهي مسألة الأحرف السبعة من حيث التعريف والكيفية والأدلة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما الفرق بين الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم والقراءات السبع؟
تعريف الحرف في اللغة
الأحرف جمع حرف، والحرف من حروف الهجاء كأنه قطعة من الكلمة، والأداة المُسماة بالرابط لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل مثل: من، في، على ، الواو ونحوها تسمى حرفًا، وكل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن الكريم تسمى حرفًا، والحرف هو ما جاء بمعنى وليس باسم أو فعل.
المعاني اللغوية للحرف
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف ". حيث أراد بالحرف اللغة، حيث يُطلق على اللغة من اللغات ومن المعاني اللغوية للحرف حد الشيئ، والانحراف عنه، وتقدير الشيئ ويُطلق على القراءة من القراءات فحرف كل شيئ حده كالسيف وغيره، مثل: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ" الآية ١١ من سورة الحج. أي من الناس من يعبد الله على وجه واحد، وعلى العبد أن يعبد الله في السراء والضراء.
تعريف الأحرف السبعة
الأحرف السبعة من أهم القضايا وأعقدها والتي تُشْكِل على الكثير من الناس، حيث أُثير حولها خلاف كبير وجدل واسع. فمن حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بالخلق أن نزل القرآن الكريم عربيًا غير أعجميًا وبما يتوافق مع واقع البشرية من تعدد اللغات واللهجات ففي بداية الدعوة الاسلامية كان العرب متفرقين غير مجتمعين، ومع ذلك كانت اللغة العربية تجمعهم مع الاختلاف الطفيف في بعضٍ من الكلمات والحروف، وعند نزول القرآن الكريم أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقرئ أمته القرآن على حرف واحد. فالأحرف السبعة التي تنزل بها القرآن الكريم عليها تشمل أوجة التغاير والاختلاف في الوجوه العربية ذات المعنى الواحد، مثل كلمة (أقبل) وتعني (هلم أو تعال). والأحرف السبعة بمفهومها العام في علم قراءات القرآن الكريم هي التنوع اللفظي والتعدد اللغوي في الخصائص التي نزل بها القرآن حيث جمع معظم اللغات العربية المتداولة في ذلك الوقت، وهي سبع لغات من لغات العرب كلغة قريش، هذيل، ثقيف، هوزان، كنانة، تميم واليمن.
ويقرأ المسلمون القرآن الكريم كما كان يقرأه النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، ولا تصح قراءته بغير هذا الوجه، لذا فالأحرف السبعة هي الكيفية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالاعتماد على قدراتهم وطريقة كلامهم، وظل القرآن الكريم يعتمد على الأخذ من الأفواه خلفًا عن سلف . ولا يُقصد بالسبعة أن الكلمة الواحدة تُقرأ على سبعة أوجه، ولا يُقصد بها القراء السبعة .
ما المراد من الأحرف السبعة؟
اختلف العلماء في تحديد المراد من الأحرف السبعة إلى عدة آراء نذكر منها: الرأي الأول
أنها سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، أي الاختلاف في اللفظ والاتفاق في المعنى.
الرأي الثاني
أنها سبعة معانٍ تتعلق بالأحكام والتفسير مثل : الحلال، والحرام، والمحكم، والمتشابه، والأمثال، والإنشاء والإخبار ، الناسخ، والمنسوخ، والخاص، والعام، المجمل، والمبين، والمفسر، والوعد، والوعيد، والمطلق، والمقيد، والتفسير، والإعراب والتأويل، الأمر، والنهي، والطلب، والدعاء، والخبر، والاستخبار، والزجر .
الرأي الثالث
وهو أن العدد سبعة عدد لا مفهوم له ، وإنما هو رمز لما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد، وهو مقصود لذاته وليس المقصود حقيقة اللفظ، حيث يُطلق العدد سبعة على الكثرة والجمال، فالسماوات سبع، والأرضون سبع، والأيام سبع ويرى شيخ القراء الإمام ابن الجزري إلى أن الأحرف السبعة متفرقة في كل روايات القرآن الكريم، ولا تنحصر في رواية واحدة، وكل رواية منها تشتمل على بعض من هذه الأحرف.
الأدلة الثابتة في الأحرف السبعة
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهم)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
رواية أُبي بن كعب وروى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف؛ فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.
فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك»، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف؛ فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا. وحديث عمر بن الخطاب الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عندماسمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم يسمعها هو من رسول الله، فانتهى به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فسمع منهما وأقر كل منهما على قراءته، وقال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه. والحديث المشهور الذي أشهد عليه الخليفة عثمان بن عفان الصحابة (رضي الله عنهم أجمعين) من فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد هو معهم " أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف " .
سبب نزول القرآن على سبعة أحرف
نزل القرآن الكريم في بدايته على حرفٍ واحد ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربه التخفيف والتيسير على الأمة، حتى أُنزل على سبعة أحرف بعد فتح مكة، كما أن انتشار الأحرف السبعة كانت خلال العامين التاسع والعاشر من الهجرة، حيث دخل الناس في دين الله أفواجًا وتفرق المسلمين في الأمصار واختلفت لهجاتهم، فلكل قوم لهجتهم، منهم من يقرأ بالهمزة، ومنهم من يقرأ بالتخفيف، ومنهم من يقرأ بالإمالة، وأصبح الأمر في حاجة إلى التيسير لتلقي القرآن، فأنزل القرآن بسبع لغات متنوعة يحملن نفس المعنى للتيسير على المسلمين ورفعا للحرج، ولإظهار بلاغة القرآن وبيان سهولة الحفظ والتدبر، وليقرأ كل فريق بما يستطيع من لغته.الأحرف السبعة والقراءات السبع
ما الفرق بين الأحرف السبعة
والقراءات السبع؟
من الأدلة الثابتة التي ذكرناها، تبين أن المقصود بالأحرف السبعة هي القرآن الكريم، أو هي مضمون القرآن الكريم وهي سبعة أوجه فصيحة من اللغات التي نزل بها القرآن الكريم، وأول من سبع السبعة أحرف هو النبي صلى الله عليه وسلم وهي وحي من الله سبحانه وتعالى عما يصفون والقراءات السبع متواترة.
بأن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المعروفة، والتي قد يظن البعض من العامة أنها الأحرف السبعة وهذا خطأ عظيم، فالقراءات السبعة هي طرق النطق بالقرآن الكريم حسب اللهجات لأن الأحرف السبعة عُرفت منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهي ارتبطت بنزول القرآن الكريم، عبر فترة نزول الوحي (عليه السلام) بينما القراءات متأخرة زمنيًا.
من أول من سبع القراءات السبع؟
وأول من سبع القراءات السبع في رأي كثير من العلماء هو الإمام أبو بكر محمد بن موسى بن مجاهد عام 324 هجري، حيث ألف كتابه الشهير " السبعة في القراءات " وهو أمر اجتهادي وليس توفيقي.
ما هي القراءات السبعة للقرآن الكريم؟
تتمحورالقراءات السبعة حول كيفية نطق القرآن وأدائه، وتنسب كل طريقة في النطق لمن نقلها، حيث ظهرت مدارس للإقراء، اهتمت بالأصول العامة للقراءة: كالإدغام، والإمالة، وتحقيق الهمز وتخفيفه أو إسقاطه، وكان ذلك في القرن الثاني الهجري.
القُراء السبعة المتفق على صحة قراءتهم
- نافع المدني
- عبد الله بن كثير المكي
- أبو عمر بن العلاء البصري
- عبد الله بن عامرالشامي
- عاصم بن أبي النجود الكوفي
- حمزة بن حبيب الزيات الكوفي
- علي بن حمزة الكسائي.


ليست هناك تعليقات
عزيزي الزائر .... إذا أعجبك الموضوع لا تبخل علينا بمشاركته عبر أزرار المشاركة الموجودة بالأسفل، ولا تنس أن تترك لنا تعليقا لتبين لنا انطباعك عن الموضوع ومدى استفادتك منه.