احدث المواضيع

آخر الأخبار

ما حكم إقامة صلاة الجمعة إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة؟

 الرأي السديد في صلاتي

الجمعة والعيد إذا اجتمعا

الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير من صلى وصام، وخير من طاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الكرام، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتزودوا ليوم المعاد، "فإن خير الزاد التقوى" في هذا المقال سنوضح بالأدلة الشرعية الفرق بين صلاة العيد وصلاة الجمعة، وهل صلاة الجمعة فرض على النساء؟ وما حكم إقامة صلاة الجمعة لمن صلى العيد إذا اجتمعا في يوم واحد؟ وهل صلاة العيد سنة أم فرض؟ وما هي صيغة تكبيرات العيد؟ فإن أحسنت القول فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

هل تسقط صلاة الجمعة إذا صليت العيد؟


ما الفرق بين صلاة العيد

وصلاة الجمعة؟

صلاة العيد

صلاة العيد: لفظ العيد مأخوذٌ من العود، أي الرجوع والمعاودة والتكرار، وسُمي العيد بهذا الاسم لأنه يعود ويتكرر بالفرح والسرور في كل عام مرتين، العيد الأول وهو عيد الفطر، وسُمي بالفطر لأنه يأتي بعد شهر الصيام (رمضان) ويوافق الأول من شهر شوال، أما العيد الثاني فهو عيد الأضحى، وفيه تُذبح الأضاحي تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، ويوافق العاشر من ذي الحجة، وصلاة العيد سُنة مؤكدة، وهي صلاة تطوعية تؤدى في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى، وتٌقام في وقت الضحى، أي بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح (أي حوالي نصف ساعة من شروق الشمس)، وأما تكبيرات العيد فلا حرج على البدء بالتكبيرات في أي وقت كان قبل صلاة العيد ففي الأمر سعة ومتسع، فتكبيرات العيد ليست مجرد ألفاظ تُقال بل هي شعيرة عظيمة تعبر عن فرح المؤمنين وتعظيمهم لله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل في سورة الحج آية 32: "ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، وصلاة العيد لا يُنادى لها بالأذان أو الإقامة، ولها خُطبة واحدة بعد الصلاة، وتُؤدى ركعتان جهرية كسائر الصلوات وهيائتها، في الركعة الأولى يُكبر الإمام سبع تكبيرات عدا تكبيرة الإحرام ويرفع يده مع كل تكبيرة، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر، وفي الركعة الثانية يُكبر خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام ويقرأ الفاتحة وسورة، وبعد الصلاة يؤدي الإمام خطبة العيد .


صلاة الجمعة

صلاة الجُمعة: ولفظ الجمعة في الأصل مأخوذ من اجتماع الناس في هذا اليوم المبارك وهو خير أيام طلعت فيها الشمس، ففيه خُلق آدم، وفيه تقام الساعة، وصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل لا عذر لديه يمنعه من أداء الصلاة كمرض أو نحوه،  وهي من الصلوات التي يجب على المسلم ترك ما في يده لتلبية النداء والحرص على أدائها وفي جماعة قال تعالى في سورة الجمعة: " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذرو البيع"، ومن هنا يشترط  أن يحضرها أربعين من الرجال المقيمين في البلدة التي ستُقام فيها الصلاة، وتُقام في وقت صلاة الظهر، وينادى لها بالأذان والإقامة، ولها خطبتان قبل الصلاة، وتؤدى ركعتان جهرية يُصليهما الإمام بالمأمومين بعد انتهائه من خطبة الجمعة.

 

صلاة الجمعة هل فرض على النساء؟

صلاة الجمعة ليست واجبة على المرأة، بل هي فرض عين على كل مسلم (ذكر)، ومن السُنة أن تصلي المرأة في بيتها أفضل (في الجمعة وغير الجمعة) لكن إن صلتها مع الناس وكانت مستترة مُتحجبة من غير طيب فلا بأس عليها إن كانت النية لسماع الخطبة والعمل بها، سقطت عنها صلاة الظهر.


 هل صلاة العيد سُنة أم فرض؟

صلاة العيد سُنة مُؤكدة، أما صلاة الجمعة فهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل.



هل تسقط صلاة الجمعة

إذا اجتمع يوم العيد؟


حكم إقامة صلاة الجمعة عند اجتماع العيد والجمعة

قد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فأجاب: "إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد فللعلماء ثلاثة أقوال: أحدها: أنه تجب الجمعة على من شهد العيد، والثاني: تُسقط عن أهل البر، مثل أهل العوالي (هم سكان المناطق البعيدة والنائية) والشواذ (من يعيشون في مناطق مُنعزلة خارج التجمعات السكنية)، لأن عثمان بن عفان رضي الله عنه رخص لهم في ترك الجمعة لما صلى بهم العيد، وأما القول الثالث: أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، لكن على الإمام أن يُقيم الجمعة يشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، ومذهب سادتنا الحنفية والمالكية أنه متى اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فإن إحدى الصلاتين لا تجزئ عن الأخرى، أي يرون وجوب الجمعة على الجميع حتى لو صلى العيد استدلالا بعموم آية الجمعة، أما مذهب الشافعية فيرخص لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد، ألا يشهدوا صلاة الجمعة، والأفضل أن يصلي الجمعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة والعيد إذا اجتمعا، ولكن رخص للناس من حضر صلاة العيد فمن شاء صلى الجمعة، ومن شاء صلى ظهرا حيث قال: " اجتمع في يَومِكم هذا عِيدان، فَمن شَهِد العيد، فَلا جُمعة عَليه، وَمَن لَم يَشهد الَعِيدَ فَعَلِيهِ الجُمعَةُ"، (رواه أبو داود في سننه، والدارقطني وصححه الألباني)، وهذا من باب التخفيف على الناس بمراعاة البعد المكاني (الجغرافي)، وصعوبة قطع المسافات الطويلة تحت حرارة الشمس أو لعدم توفر مركبات، هذا لعدم وجود مساجد جامعة تُقام عيها صلاة الجمعة خارج المدينة آنذاك فالمساجد كانت لا تٌقام إلا بإذن الخليفة، أما في وقتنا هذا فنجد المساجد في كل مكان مع توفر كافة المواصلات، لكن تبقى الفئات التي قد تطبق عليهم الرخصة كالعمال في أماكن بعيدة، أو ممن يعانون من ظروف صحية وما إلى ذلك، وصلاة العيد سُنة مُؤكدة، أما صلاة الجمعة فهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل.


تكبيرات العيد

صيغة تكبيرات العيد

مُستحب أن يكبر الناس رجالا ونساء (وعلى المرأة أن تخفض صوتها) جماعة وفرادى، في المسجد وفي الأسواق والطرق والمنازل، وليست لتكبيرات العيد صيغة محددة فما زاد من ذكر الله فحسن، فكثرة الذكر والتكبير والتسبيح والتهليل والصلاة على المختار صلى الله عليه وسلم هو المطلوب في أيام الأعياد لأنها مواسم الطاعة، قال تعالى: "ولتكبروا الله على ما هداكم".

تكبيرات العيد مكتوبة

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر كبيرا

والحمد لله كثيرا

وسبحان الله بكرة وأصيلا

لا إله إلا الله وحده

صدق وعده، ونصر عبده

وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده

لا إله إلا الله

ولا نعبد إلا إياه

مخلصين له الدين ولو كره الكافرون

اللهم صل على سيدنا مُحمد

وعلى آل سيدنا مُحمد

وعلى أصحاب سيدنا مُحمد

وعلى أنصار سيدنا مُحمد

وعلى أزواج سيدنا مُحمد

وعلى ذرية سيدنا مُحمد وسلم تسليما كثيرا.

 


ليست هناك تعليقات

عزيزي الزائر .... إذا أعجبك الموضوع لا تبخل علينا بمشاركته عبر أزرار المشاركة الموجودة بالأسفل، ولا تنس أن تترك لنا تعليقا لتبين لنا انطباعك عن الموضوع ومدى استفادتك منه.