علم الحديث: تعريفه وأقسامه وأنواعه وشروط صحة الحديث والفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي والقرآن

علم الحديث 

في هذا المقال سنتناول شرح جزء يسير من علم الحديث (الصحيح والحسن والضعيف)، تعريفه وأقسامه وأنواعه وماهي أصح الأسانيد، والفرق بين الحديث النبوي الشريف والحديث القدسي والقرآن الكريم، فعلى بركة الله نبدأ فإن أحسنت القول فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

ما هو علم الحديث؟

هو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن، وموضوعه السند والمتن وغايته معرفة الصحيح من غيره، وهذا العلم يعد أساساً لفهم السنة النبوية وتطبيقها بشكل صحيح وهو من أهم ما تميزت به الأمة الإسلامية لحفظ تراثها الديني.

ما هي أقسام علم الحديث؟

ينقسم علم الحديث إلى قسمين:

علم الحديث رواية

علم الحديث دراية.

ما المقصود بعلم الحديث رواية؟

علم الحديث رواية وهو علم يشتمل على نقل ما أُضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفة وما أضيف إلى الصحابة من ذلك أو إلى التابعين.

ما المقصود بعلم الحديث دراية؟

علم الحديث دراية هو علم بقوانين يُعرف بها أحوال السند والمتن، ويشتمل على الراوي والمروي أو على السند والمتن من حيث القبول أو الرد أو التوقف، فهو يبحث في حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وما يتصل بها من أحكام، كما يبحث في أحوال الرواة وشروطهم، والإمام الشافعي رحمه الله أول من وضع مسائل علم الحديث دراية.

ما الفرق بين الحديث النبوي

والحديث القدسي والقرآن؟

الحديث النبوي: هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وصفاته وأخباره، ويرد في مقدمته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الحديث القدسي: ما كان لفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من عند الله بالإلهام أو بالمنام، أي هو كل قول أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، وهو كلام ربنا سبحانه وتعالى وليس للنبي إلا حكايته عن ربه، وهذا رأي بعض العلماء، أما الرأي الآخر والأرجح فهو من قول النبي ولفظه ولكن من عند الله بإلهام أو بمنام، إذ لم ينزل من عند الله إلا القرآن الكريم لتميزه عن بقية أنواع الوحي بالإعجاز اللفظي والبياني، والأحاديث القدسية ترد في مقدمتها "قال الله تعالى " ويصح روايتها بالمعنى، ولا يُتعبد بقراءتها.

القرآن الكريم: هو ما لفظه ومعناه من عند الله سبحانه وتعالى بوحي وهو سيدنا جبريل عليه السلام في اليقظة وليس في المنام ولا بالإلهام، والقرآن الكريم تُحرم روايته بالمعنى، ويُتعبد بقراءته في الصلاة، ولا يمسه إلا المطهرون.

ما هي أقسام الحديث؟

ينقسم الحديث إلى ثلاثة أقسام

الحديث الصحيح

الحديث الحسن

الحديث الضعيف.

شروط صحة الحديث الصحيح 

شروط صحة الحديث هي اتصال السند وعدالة الراوي وضبطه وعدم الشذوذ وعدم العلة. إذن شروط صحة الحديث هي اتصال السند، أي أن يكون كل راو من رجال الإسناد قد روى عمن قبله وهكذا من أول الإسناد إلى آخره حتى يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدالة الراوي والمقصود بعدالته أن يكون موثوقا به في دينه، أي مسلما بالغا عاقلا وسالما من الفسق والذنوب، وضبطه، وعدم الشذوذ وعدم العلة، أما ضبط الراوي وهو ان يكون عالماً بالمعنى وذلك بأن يكون الراوي حافظا متيقظا لما يرويه لروايته وضابطا لكتابه إذا كان يروي من الكتاب، وأما معنى عدم الشذوذ، أي عدم مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه وأرجح، وألا يكون الحديث معللاً بعلة وذلك بأن يروي عن راو عرف لدى الناس بأنه لم يجتمع به ولم يسمع منه شيئا.

أصح الأسانيد 

أصح الأسانيد مالك بن نافع عن ابن عمر.

مراتب الحديث الصحيح 

تتفاوت مراتب الحديث الصحيح في القوة بحسب تفاوت الحديث في الأوصاف والشروط، وعلماء الحديث رتبوا الأحاديث الصحيحة وجعلوها مراتب بعضها أعلى وأقوى من بعض بناء على التفاوت في درجة الأوصاف.

أقسام الحديث الصحيح 

ينقسم الحديث الصحيح إلى 

الحديث الصحيح لذاته

• هو الحديث الذي اشتمل على اعلى صفات القبول بأن كان متصل السند وخلا من الشواذ والعلة.

الحديث الصحيح لغيره

• هو الحديث الذي قصرت شروطه عن الدرجة العليا بأن كان الضبط فيه غير تام، أي هو الحديث الذي لم تجتمع فيه شروط الصحة لذاته ولكن احتاج لغيره.

من أول من صنف الحديث الصحيح؟

أول من صنف الحديث الصحيح هوالإمام مالك في الموطأ، والموطأ هو أول كتاب صنف في الحديث، وأول من عني بجمع الحديث الصحيح الإمام عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.

ما هي عدد أحاديث الجامع الصحيح؟

جميع أحاديث الجامع الصحيح بالمكرر ٧٣٩٧ حديثا وذلك قول بن حجر، أما عدد احاديث الجامع الصحيح ( صحيح البخاري) بلا تكرار ٢٦٠٢ حديثا.

ما هي عدد أحاديث صحيح مسلم؟

عدد أحاديث صحيح مسلم دون المكرر ٤٠٠٠ حديث، وعدد أحاديث صحيح مسلم بالمكرر ١٢٠٠٠ حديث.

تعريف الحديث الحسن

هو ما يعرف مخرجه واشتهر رجاله ويقبله أكثر العلماء واستعماله عامة الفقهاء، أو هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطا غير تام عن مثله من أوله إلى آخره وسلم من الشذوذ والعلة وبهذا يتبين أن الحديث الحسن يتفق مع الحديث الصحيح في معظم الشروط، ويختلف الحديث الحسن عن الحديث الصحيح في أن العدل في الحسن خفيف الضبط وفي الصحيح تام الضبط.

أقسام الحديث الحسن 

ينقسم الحديث الحسن إلى 

الحديث الحسن لذاته

• وهو ما اتصل إسناده بنقل عدل خفيف الضبط عن مثله من أول السند لآخره وسلم من الشذوذ والعلة، وسمي بالحسن لذاته لأن حسنه جاءه من ذاته ولم يأته من أمر خارجي، ويرتقي الحديث الحسن لذاته إلى درجة الحديث الصحيح لغيره.

الحديث الحسن لغيره

• هو ما كان إسناده مستور لم تتحقق أهليته (أي عدالته)، أي هو ما فقد شرطا من شروط الحس لذاته، كأن يفقد شرط اتصال السند أو الضبط.

ما حكم الحديث الحسن؟

حكم الحديث الحسن يعمل به، وادرجه المحدثين والفقهاء في نوع الحديث الصحيح، والكتب التي تشتمل على الأحاديث الحسنة كثيرة من أهمها كتاب الإمام الترمذي فهو أصلا في الحسن. وقول المحدثين حديث حسن صحيح يعني أن الحديث روي بسند صحيح وآخر حسن.

ألقاب الحديث الشاملة للصحيح والحسن

هناك ألقاب أطلقها المحدثون على الخبر المقبول وهي: الجيد والقوي والصالح والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت المقبول والمشبه، فالوصف بلقب الجيد يعني أن الحديث أقل درجة من الصحيح، وكذلك الوصف بلقب القوي، الصالح هو ما يستعمله المحدثون في الصحيح والحسن كما يستعملون هذا الوصف في الضعيف، وأما قوله حديث حسن غريب فقد استشكله البعض لأن الترمذي فسر الحسن بتعدد الإسناد، وأما قوله فيه حديث حسن فقط فقد اقتصر على تعريفه لغموضه أو لأنه اصطلاح جديد.

تعريف الحديث الضعيف 

هو ما لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن، فكل حديث فقد هذه الشروط أو الصفات أو بعضها فهو ضعيف مثل: عدالة الراوي، اتصال السند وضبطه وعدم الشذوذ وعدم العلة ومجئ الحديث من وجه آخر، وتتفاوت ضعف الحديث الضعيف كما تتفاوت صحة الحديث الصحيح فمنه من هو ضعيف ومنه ما هو أضعف.

أنواع الحديث الضعيف 

المدلس والمعنعن والمعضل والمنقطع والمعلق والمرسل والمؤذن (سبعة أنواع)، واتتفق العلماء جميعا على أن الأحاديث الضعيفة لا يجوز الأخذ بها ولا روايتها ولا ذكرها، أي لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقا لا في الأحكام ولا للإعتبار والمواعظ، لأنها غير صحيحة والأخذ بها إنما هو زيادة في الشرع على غير علم.

تعريفات هامة

الحديث المدلس

هو الذي رواه رواية فدلس فيه

بوجه من وجوه التدليس.

الحديث المعنعن

هو الذي يقال في سنده

فلان عن فلان

دون توضيح التحديث والسماع.

الحديث المعضل

المعضل ما سقط منه اثنان

فصاعدا مع التوالي.

المنقطع

ما سقط منه واحد فقط في

موضع واحد أو أكثر في مواضع

مختلفة وليس على التوالي.

المرسل

ما يرويه الراوي عمن عاصره

ولم يلقه أو لقيه ولم يسمع منه.

الحديث الموضوع

هو الحديث المختلف

الذي وضعه واضعه ولا أصل له.

الحديث المتروك

هو ما يرويه متهم

بالكذب أو عرف بالكذب والفسق

 وحكم المتروك أنه

 ساقط الإعتبار لشدة ضعفه

حكم الحديث المنكر 

ضعيف مردود ولا يحتج به

حكم المتواتر 

مقبول ويجب العمل به

المقطوع

هو ما أضيف إلى التابعي قولا 

كان أو فعلاً أو تقريراً متصلاً.

الحديث المعلق

هو ما حذف من أول إسناده واحد

فاكثر، وهو كثير في صحيح البخاري 

قليل في صحيح مسلم.

الإسناد 

هو رفع الحديث إلى قائله.

الكتب التي فيها الأحاديث الضعيفة

من الكتب التي ألفها العلماء في الحديث الضعيف وذلك لتميزه والتعرف عليه مثل: كتاب المراسيل لأبي داود وكتاب العلل للدارقطني.

أنواع رواية الحديث وحكم كل نوع

السنة الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم فهي: المفسرة لمبهمه، المفصلة لمجمله، المقيدة لمطلقه والشارحة لأحكامه، والرواية هي أداة الحديث وتبليغه، والرواية نوعان: رواية باللفظ، ورواية بالمعنى.

رواية الحديث باللفظ 

هي رواية الحديث دون تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقص أو تقديم أو تأخير، وحكم هذا النوع أنه جائز دون خلاف بين أحد العلماء.

رواية الحديث بالمعنى 

هي أداء الحديث وروايته بمعناه سواء كان اللفظ كله أو بعضه من عند الراوي بشرط أن يحافظ على المعنى، وحكم الرواية بالمعنى له آراء كثيرة عند السادة العلماء حيث توجد أنواعا من الأحاديث لا تجوز روايتها بالمعنى مثل: أسماء الله الحسنى وصفاته سبحانه وتعالى، فلا يجوز إبدال اللفظ بغيره وإن كان يحمل المعنى المراد، والأحاديث المتعلقة بألفاظ العبادة كالأذان والإقامة وتكبيرات الصلاة وصيغة التشهد، لذلك يرى كثير من علماء الحديث والفقه والأصول منع الرواية بالمعنى وإن كان الراوي عالماً بالألفاظ ومدلولاتها ومقاصدها.

للإطلاع على امتحانات الأعوام السابقة بالحلول اضغط على الرابط التالي علم الحديث في ثوبه الجديد على شكل سؤال وجواب: حل امتحانات الحديث الفرقة الأولى بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية